قصة لكل يوم طريق بقلم محمد العبادي
وصلت باب الثانوية والبواب على وشك إغلاقها لكنني دخلت قبل أن يفعل وصعدت الدرج جاريا لم أتوقف إلا وأنا ألهث من التعب في مقعدي بالقسم بعد أن استرجعت أ نفاسي أخرجت كتابي ودفتري ووجهت بصري نحوى أستاذي الذي كان ينتظر أن يعم الهدوء في القسم ليبدأ الدرس فا التلاميذ يصدرون صوتا مزعجا ناتج عن الأحاديث الثنائية الدائرة بينهم كصوت جيش من الذباب لا تستطيع الأذن تحمله ولا يوقف هذا الضجيج إلا ضربات للأستاذ بالممسحة الخشبية على السبورة ويتكلم : _ اليوم سنرى مادا أعددتم عن موضوع اللاوعي الذي كلفتكم به في الحصة السابقة . فعندما أكمل كلامه كأنه بسهم قد رماني فأنعش ذاكرتي لأنني نسيت أمر الموضوع فحرت مادا أفعل وأي عذرا أتقدم به هل أكذب؟فأغمضت عيني ولما فتحتها وجدت أن القسم أصبح فارغا لم أعرف ما الذي حدث خرجت من القسم وسلكت نفس الطريق التي أسلكها يوميا ففي طريقي التي أمر منها يوميا مثل قطار اعتاد أن يمر من نفس السكة لكن طريقي ما يكون فيه اليوم لا يكون فيه غدا طريقي مليء بالوجوه المألوفة والغريبة فمنها من يؤلف قصص قصيرة ومنها من يبدأ فصل رواية طويلة طريقي يتفرع إلى مسالك وكل مسلك ينقسم إلى ممرات وكل م...