آليات و أشكال دينامية المواد على السفوح :

آليات و أشكال دينامية المواد على السفوح :
عندما تكون التساقطات المطرية قوية و عنيفة فإن التربة تتشبع بسرعة في مستوياتها العليا  وبالتالي فإن فائض المياه يسيل أو  يجري فوق السطح حسب الانحدار و هو ما نسميه السيلان.
السيلان :
يبقى الجريان على مستوى السطح جد متنوع  في أصله و أليات و أشكال التعرية المرتبطة به  ويمكن تعريفه بأنه جريان سريع لمياه الأمطار أو المياه الناتجة عن ذوبان الثلوج و الجليد    ____ وهو نتيجة لعمليات معقدة و مركبة ترتبط بتضافر عوامل بشرية و طبيعية (التساقطات – الانحدرات – طبيعة التكوينات السطحية و بصخور و التربة – الغطاء النباتي )
-         سيلان مرتبط بتشبع دائم ومستمر : ويرتبط بالمجلات التي يكون فيها تشبع دائم للتربة ارتباطا بوفرة الأمطار في المجالات الاستوائية مثلا / أو نطاقات تتوفر على  أتربة طينية ضعيفة النفادية .
-         سيلان مرتبط بتشبع مؤقت و لحظي : يحدث حينما تكون الأمطار قوية أو أقوى من قدرة التربة على الاحتفاظ بالمياه نتيجة ضعف النفاذية و قوة الحدة المطرية . ويبقى هذا النوع من السيلان مرتبطا بشكل كبير بالخصائص الفيزيائية للتربة خاصة في مستوياتها السطحية .
أنواع السيلان و التعرية :
يختلف تعريف السيلان باختلاف قدرته المرفوتشكالية و نميز بين أنواع متعددة :
1.     السيلان الغشائي :
يتعلق الأمر بالمرحلة الأولى للسيلان حيث يبدأ شكل برك مائية صغيرة على شكل غشاء فوق المستويات العليا للتربة و بالتالي تكون قدرته المرفوتشكالية ضعيفة لكونها يمثل المرحلة الجنبية للسيلان و بالتالي يعمل على نقل الأجزاء الدقيقة من التربة
2.     السيلان المنتشر :
يظهر السيلان المنتشر عندما تتجاوز كمية التساقطات قدرة الأتربة على النفاذية  و ذلك في شكل مسيلات صغيرة و متشابكة و عندما تتشبع يتم تصريف الفائض على السطح و يتميز بقدرة ضعيفة على النقل هذه الأخيرة تشمل الفئات الدقيقة  و تحدث عندما تسيل المياه  فوق السطح بشمل منتشر  بدل التعمق  ويكتسح هذا النوع من التعرية جل السفوح المختلفة التكوين و الانحدرات  لكن يختبف حسب نوع الأتربة و طول و درجة الإنحدار  إذ كلما كان الانحدار طويلا و شديدا  تكثر ظاهرة السيلان و التي تزيد من حدتها التساقطات إضافة إلى عامل حالة السطح  من حيث الغطاء النباتي و طريقة استعمال السطح
3.     السيلان المشتت :
هذا السيلان ينقسم خلال حركته على السفوح إلى خيوط متشابكة أمام مختلف الحواجز نظرا لقدرته الضعيفة على النقل التي لا تسمح له إلا بتحريك الجزيئات الطميية و الطينية و المواد العضوية تاركا وراءه العناصر الغليظة و حسب الدراسات يعمل على افقار الأفاق الترابية  و المسكات العليا من المادة العضوية و إعادة ترسيبها في المجالات المنخفضة .
4.     السيلان المركز :
وينشأ حينما تكتسب المياه قوة كافية لنحت المواد و تحريكها و نقلها و في حالة استمرار التساقطات بالإضافة إلى وجود انحدار و مواد هشة قابلة للنقل و بالتالي تنشأ أشكال مرفولوجية مركزة مرتبطة بهذا النوع من السيلان .
5.     السيلان المركز و التخديد الأولي :
ويظهر بشكل أولي خلال فصل الخريف و بداية فصل الشتاء نتيجة عنف و عدائية التساقطات  المطرية التي تؤثر على التربة العارية خلال هذه الفترة من السنة  ووجود شقوق التيبس لبتي تسهل الجريان خاصة فوق المجالات المحروثة و يعتبر هذا النوع من التعرية الخطية نتاجا لتطور التعمق الرأسي للخدشات : ينشط خلال فترة التهاطل المطري و تكون التساقطات الخريفية أكثر فعالية و بالغة التأثير في تعميق الدينامية _ طبيعة الأمطار من حيث الحدة و الكمية و طبيعة السطح تفسر إلى حد ما تركز المياه في شكل سيل مركز فإذا كانت الأمطار قوية و السطوح عارية وضعيفة النفاذية فإن ذلك يؤدي إلى تركيز السيلان بشكل واضح .

الحركات الكتلية :les movements de masse
وتقتضي وجود انقطاع أو انفصال ثم تحريك موالي لهذه المواد الناتجة عن الانفصال ة تلعب الجادبية دورا كبيرا في هذه الأليات  و هشاشة الأساس الصخري و هي عبارة عن دينامية ميكانيكية  تظهر فوق الانحدرات و بالتالي يمكن اعتبارها  خركات ناتجة عن اختلاف تماسك المواد و كمية الرطوبة  فتتحرك بفعل العوامل المذكورة سابقا.و تتباين هذه الحركات حسب العوامل المساهمة في حدوثها :
1)    التهدلات :
2)    الإنهيالات :
3)    الإنزلاقات:
4)    التدفقات الوحلية :
وتصيب هذه الحركات جميع التكوينات المعرضة للحركة (تكوينات سطحية _ أتربة _ صخور متجانسة أو غير متجانسة ) و اعتمد flageolletعلى مؤشرات متعددة في التصنيف :
a.     طبيعة المواد المعرضة للحركة و خصائصها الجيو تقنية(صخر قابل لتمدد و الانكماش ) و مستوى سطح الانفصال(كلما كانت الكتلة المنفصلة كبيرة كلما كان سطح الانفصال كبيرا )  و مرفولوجية الكتلة المحركة (تهدل انهيار تدفق تحرك الكتلة وتغيير شكلها)

b.     نوع الحركة(تهدل ,انهيار ,انزلاق...) و سرعتها (سريعة ,بطيئة ,متوسطة السرعة) و أسبابها (الطبيعة الصخرية أم الخصائص الجيوتقنية أو العامل المناخي أم الوضع البنيوي للطبقات )و حجمها(انزلا قات سطحية ,عميقة...)

c.      النتائج التي تحدثها و حدة الأخطار المرتبطة بها :مخلفات الدينامية على المجال و الإنسان
حركة المواد على السطح تتخذ نمطين سريعة / بطيئة   الانهيارات/ تهدلات  .
A. التهدلات :
هو حركة بطيئةو مستمرة للمواد و يصعب رؤيته أحيانا لكونه بطيء و مستمر و تدريجي و يشترط حدوث التهدلات في أوضاع معينة  و حالات كالتالي
- اندكاك التكوينات السطحية تحت الظروف الميكانيكية (كثافة شبكة المواصلات وسائل النقل)
- وجود بعض الفراغات داخل الصخور فتملئ مع مرور الوقت بمواد تنزل من الأعلى فتؤدي إلى تهدل و هبوط مستمر و بطيء وتدريجي.

Ø     تهدل المحاور الطرقية : يساهم الأساس الصخري و التكوينات السطحية في تهدل المحاور الطرقية  فعندما تكون تكوينات سطحية غنية بالأطيان الأمر الذي يجعلها قابلة لإنتفاخ  و التشبع السريع بالمياه خلال الفصول الرطبة و في المقابل التشقق و التراجع خلال الفصول الحارة  وبالتلي تخضع هذه الطريق إلى ألية التشقق بسبب طبيعة الركيزة الصخرية الصلصالية و الغنية بالأطيان  وتكون هناك دينامية الأطيان تنعكس بشكل مباشر وبالضرورة على مستوى سطح المحاور الطرقية .
ففي حالة تواجد المحاور الطرقية فوق تكوينات سطحية هشة فإن المياه القادمة من السفوح و في حالة عدم تصريفها تحت المحاور الطرقية معرضة لجريان تحت سطحي بين التكوينات السطحية ذات نفادية عالية و ما بين الأساس الصخري الضعيف النفادية وبالتالي تساهم هذه العملية في سحب المواد الدقيقة من  التكوينات السطحية مما يؤدي إلى حدوث فراغات داخل هذه التكوينات ومن ثم حدوث تهدلات
وعند الحديث عن العامل البشري فيتمثل بضعف استقرار التجهيزات المرافقة للطرق خاصة فيما يتعلق بشبكة تصريف الماء و من ثم تشبع التكوينات السطحية بالمياه ومن ثم تسريع آليات التهدل
Ø     تهدل البنايات :ينعكس تهدل البنايات مباشرة نظرا لوجود شقوق بالبنايات و يرتبط بشكل مباشر بنشاط واضح لآليات  التشقق و تراجع الاطيان بأساس البنايات بحيث أنها تخضع لتأثيرتوالي عنصر الرطوبة و الحرارة( تمييه- تيبس)
B.  الانهيارات :
حركات سريعة و فجائية لكتل مختلفة و هي مرتبطة بوجود فراغات داخلية ناتجة عن عوامل طبيعية أو أنشطة بشرية .

·        الظاهرة الكارستية
لها مسئولية كبيرة في وجود الفراغات الداخلية و الكهوف الكارستية وبالتالي انهيار سقوف هذه الفراغات في المستويات العليا فيؤدي إلى ظهور بعض الأشكال المتعمقة –الآبار- 
Description : C:\Users\abbadi mh\Desktop\Capture.PNG
 
في حالة وجود مقالع أو مناجم فإنها تؤدي إلى حدوث  ظاهرة الانهيارات إذا ما تم استغلالها بشكل مفرط






Description : C:\Users\abbadi mh\Desktop\Capture.PNG
 
تعليق : انتشار واضح للصخور الكلسية و تعرضها بشكل مستمر للإذابة الكيماوية الشيء الذي يؤدي إلى إحداث فراغات داخلية ساهمت في هشاشة الوسط و أدت في النهاية إلى إنهيار أجزاء من الجدار الصخري بعد اتساع واضح للشقوق التي تصيب هذا النوع من الصخور بعد الحركات البنائية

Ellipse: 1
Ellipse: 2
 








1-يلاحظ من خلال الشكل  أعلاه وجود عند السطح قشرة كلسية تشكلت في مجال السايس في ظروف قارية تميزت بتوالي فترات رطبة ساهمت في الإذابة الكيماوية لعنصر الكلس في المجالات المجاورة لسايس الأطلس م  2- أما عند المستوى الثاني فيتعلق الأمر برمال صلصالية و هذه العناصر بدورها نتجت عن ترسب المواد الكلسية المذابة و المنقولة في المجالات القارية  و استغلال هاته الرمال من طرف الإنسان عبر إنشاء مقالع باطنية أدى في أخر المطاف إلى نشأة فراغات داخلية ساهمت بشكل مباشر في خلخلة التوازن بين مختلف التكوينات  ومن نتائج اختلال التكوينات حدوث انهيار المستويات  العليا .
C.    الإنهيالات :
Description : C:\Users\abbadi mh\Desktop\Capture.PNG
 
هو كتلة صخرية بعد انفصالها من أساس صخري حيث تنتشر في الأسفل في شكل مبعثر  و بالتالي فظاهر الإنهيالات تختلف عن الانهيارات الأرضية بحكم فجائيتها و و سرعتها  وتنشط هذه الظاهر في الانحدارات و تشمل على العموم الصخور الصلبة أو المتوسطة المقاومة و هاته الظواهر تمييز مواقع متعددة كمجالات الانكسارات و حواف الهضاب و ضفاف الأودية و السفوح شديدة الانحدار و ببعض المناجم القديمة و تكون مسبوقة بالانفصال عن الكتلة الصخرية الأصلية و نضرا لسرعة و فجائية هذه الظواهر يصعب رصدها و تتبعها ميدانيا . ويمكن أن نتحدث عن شيء أساسي هو الوضع البنيوي للطبقات و هو هنا تعاقب صخور صلبة و صخور هشة أو العنصر الثاني هو وجود صخر الكلس الذي يمكن اعتباره نافذا بفضل وجود شقوق فوق صخر الصلصال و هو ضعيف النفاذية







D. الانزلاقات  :
هي حركة المواد على طول سطوح الانقطاع أو الانفصال و لها حدود واضحة تتحرك بسرعة تدريجية و بطيئة و مستمرة .
تعريف اليونسكو: هي حركة لكتلة صخرية فوق سفح ما تقتضي وجود سطح إنفصال وحركة المواد باتجاه الأسفل تتغير أبعادها من حجم انسياخ بسيط إلى سفح كبير من بعض الأمتار إلى بضعة كيلومترات و يكمن الفرق الأساسي لها عن الإنهيالات و الانهيارات  كون الانزلاقات تتطلب تشبعا بالرطوبة (المياه) بمعنى أن هناك تغيير للخصائص الجيوتقنية و الميكانيكية للمواد أو التكوينات  و تنقسم الإنزلاقات إلى :
                    i.            الانزلاقات السطحية :
تهم هذه الأخيرة بشكل وتضح سمك بسيط من السفوح قد يتعدى أحيانا تربة السفوح إلى التكوينات السطحية و تضهر هاته الانزلاقات في فترات الأمطار الإستثنائية التي تؤدي إلى  تشبع التكوينات بالمياه  وهذا التشبع يؤدي إلى تخطي هذه التكوينات السطحية لحدود
                  ii.            الانزلاقات الدورانية :
   تتميز بوجود فجوة انقلاع في العالية و تتميز هي الأخرى  بميلان قريب من العمودي ومن نتائجه :
-         عدم استقرار واضح على مستوى السفوح خاصة على مستوى العالية
-         تطور تراجعي اتجاه عالية الانزلاق أو السفح
وغالبا ما يصيب هذا النوع من الانزلاق الصخور التي تتميز بنوع من التجانس (تجانس الطبيعة الليتولوجية للصخر) ونقصد بالتجانس غياب الانقطاعات الجيولوجية بحيث أن وجود بعض المستويات الحثية أو الكلسية على مستوى صخر صلصالي قد يعيق إلى حد ما الحركة الدورانية للانزلاق .
في حين الصخر المتجانس (صلصال ,صلصال كلسي ) بدون انقطاعات جيولوجية يسهل إلى حد كبير حركة الانزلاق و تحرك المواد المقتطعة نحو الأسفل .Description : C:\Users\abbadi mh\Desktop\Capture.PNG
1-    فجوة اقتلاع   2 -لسان التدفق  3- الجبهة الأمامية  4-  مجال التراكم  5-  فجوة ثانوية
 6- قدم الانزلاق   7-طول سطح الانزلاق
+انزلا قات ناتجة عن سطوح الانقطاع :
عندما تكون هناك انقطاعات إرسابية على مستوى السفوح  و هاته الانقطاعات يمكن حصرها أولا في انقطاعات سطحية  تفصل ما بين  التكوينات الترابية و الأساس الصخري
أما النوع الثاني من الإنقطاعات فيتعلق الأمر بالإنقطاعات الجيولوجية التي تفصل بين الطبقات على المستوى استراتيغرافي (ي طبقات حديثة أو قديمة).

Zone de Texte:   





تعليق : نلاحظ في الفترات المطرية الإستثنائية يحدث تشبع كبير للتكوينات السطحية  خاصة عندما تكون هذه التكوينات ذات نفاذية عالية و بالتالي تتكون في بعض الحالات الفرشات المائية معلقة فوق هذه التكوينات .
ويؤدي تجمع المياه على مستوى سطح الانقطاع ما  بين التكوينات السطحية و الأساس الصخري (ضعيف النفاذية) فتحدث انزلا قات ناتجة عن تغيير الخصائص الميكانيكية للتكوينات السطحية بعد تشبعها بالمياه على مستوى سطح الانقطاع .

+الإنقطاعات البنيوية :
تشكل الانقطاعات على المستوى البينيوي الستراتيغرافي عنصرا هاما في  حدوث بعض الانزلاقات الكبرى :
-         خاصة عند تعاقب واضح لمستويات صخرية هشة و مستويات صخرية صلبة
-         وجود ميل واضح للطبقات وجود عنصر الرطوبة
-         فإمكانية حدوث مثل هاته الانزلاقات تتوقف بشكل  واضح و أساسي على الوضع البينيوي للمستويات الصخرية
Description : C:\Users\abbadi mh\Desktop\Capture.PNG
 
 








                                                                            

تعليق : أهم ما نلاحظه من الرسم السابق  هو أهمية الميل الذي يميز الطبقات الجيولوجية ثم التعاقب الواضح للصخور الصلبة (الكلس) ثم الصخور الهشة الصلصالية  أو صلصالية شيستية بالتالي فأهمية نفاذية المياه على مستوى الصخر الكلسي (نظرا لأهمية الشقوق الموجودة بهذا الصخر وولوجها للمستويات الصلصالية الموجودة في الأسفل و تجمعها على مستوى سطح الانقطاع  ما بين الكلس و الصلصال مما يجعل هذا الأخير مجالا هشا بحيث أن تشبع الأطيان بالمياه يساهم بشكل مباشر في انزلاق الكتل الكلسية التي توجد فوقها
E.   التدفقات الوحلية:
تعتبر وفرة الرطوبة (المياه) محركا أساسيا لهذه الظواهر في الفترات المطرية الاستثنائية بحيث تتشبع الصخور الصلصالية بشكل كبير بالمياه فتصبح هذه الأخيرة غير قادرة على تحمل الفائض من المياه مما يؤدي إلى تجاوزها لحدود السيولة و يؤدي إلى حدوث تدفقات وحلية .
 _ ومن الناحية المرفولوجية تتكون هذه الظواهر من ثلاث قطاعات متباينة :
-         نطاق انطلاق : شبيه بالانزلاقات الدورانية
-         مجال الحركة : على شكل ممر فوق الانحدارات تتحرك فوقه المواد اللزجة باتجاه الأسفل (السافلة)
-         مجال التراكم بالأسفل من هاته الظواهر .


















بالتوفيق إن شاء الله                                          أعاد كتابته

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

آليات و أشكال دينامية المواد على السفوح :