ما الذي تريد أن تكون .....؟

أتذكرون عندما كنا صغارا كانت أحلامنا كبيرة و عندما أتحدث هنا عن الأحلام لا أقصد تلك الأحلام الخيالية التي تنتج عن مشاهدتنا للرسوم المتحركة و إنما عن أمور عمليا هي واقعية . و لا أضن يوجد أحد منا لم يسأل سؤلا في المدرسة كنا نراه بسيطا و لكنه في واقع الأمر هو عميق ألا وهو عندما تكبر ماذا تريد أن تكون ؟ أي ماذا تريد أن يكون عملك ؟ و تبدأ الإجابات تهب من كل حدب و صوب فهناك من يريد أن يكون طبيب و الأخر مهندسا و و نجد من يريد أن يكون محاميا و هناك من يريد أن يكون معلما أو أستاذا أو شرطيا بل وهناك من ترك الأرض و حلق في السماء وراء نفسه طيارا , و أيضا كانت هناك فئة من التلاميذ لا تجيب عن هذا السؤال و تفضل الصمت فقط و يكتفون بالنظر في و جه المعلم و كأنهم لا يعرفون ما الذي يريدونه ومن بعد سأكتشف أنهم ربما كانوا حكماء و إن كان صمتهم إلا نتيجة خوفهم أو عدم معرفتهم بالموضوع . نعم كانت تلك هي أحلامنا الطفولية البريئة سألنا فأجبنا دون أن نعرف ما هي الطريق التي يجب أن نسلكها للوصول بهذه الأحلام إلى الواقع , فمن أراد من أن يصبح شرطي فقط لأن الشرطي بالسبة له ذلك الشخص القوي الذي يهابه الكثير أو الذي يريد أن يكون طيارا فذلك مرتبط لديه بالألعاب فمعظمنا أجبنا بعقلنا الطفولي اليافع ولم نجب نتيجة تفكير مسئول وواقعي . لكن مع مرور السنوات بدأنا نستيقظ شيئا فشيئا من أحلامنا الوردية و بدأت هذه الأحلام تتناقص و تندحر إلى مستوى أقل فمثلنا كمثل من يملئ سطلا بالماء و هذا الأخير به ثقب تنطلق به مملوء وعند الوصول يصير فارغا . نعم وجدنا أنفسنا ننتقل أو بشكل أوضح ننقل من مستوى إلى أخر و عند نهاية المطاف نصل المرحلة الحساسة ألا وهي البكالوريا لنواجه الواقع المرير فمن كان يقود طائرة في حلمه فقد تكسر أجنحتها و هوت و أغلبنا تبخر حلمه و تتعطل بوصلة التوجيه و نتدفق أفواجا أفواجا اتجاه مباريا ت الأمن و مشتقاته و أصبح الحلم الأكبر هو أن تحصل على فرصة لنصبح شرطيا أو جنديا فبهذا الشكل تقلصت أحلامنا لتصل إلى هذا الحد فحسب مجتمعنا إن حصلت على وظيفة من هذه الوظائف فقد نجوت من مخالب البطالة .أما من لم يحضا بهذه الفرصة فيشد الرحال نحو الجامعات أصبحت شبه عقيمة و ملاذا لأغلب التائهين لكن هناك القلة القليلة من تواصل المقاومة و تسبح في هذا التيار الجارف و تستطيع تحويل جزء من الحلم إلى الحقيقة و هي قلة قليلة معدودة على رؤوس الأصابع أما الأغلبية الساحقة لا تعلم هل تم سرقة أحلامها أو تم اغتيالها عن قصد أو هي من فرطت فيها أ و ربما لم تكن سوى أحلام الطفولة و الخيال الخصب الواسع وهنا الكلام عن كافة أبناء هذا الوطن من طبقاتها السفلى لأن هناك فئات لا يحلمون لأنهم ليسوا بحاجة لحلم هو في لحقيقة هدف قد سطر لهم طريقه عبر خارطة طريق واضحة ووصولهم لها هي مجرد مسألة و قت ويبقى السؤال هل الأجيال القادمة بعدنا سيحق لهم الانتقال من الحق في الحلم إلى الحق في تحقيق الحلم و جعله هدفا ؟

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

آليات و أشكال دينامية المواد على السفوح :